صلاة مار شربل قديس لبنان

4 دقائق

جدول المحتويات

مار شربل قديسنا الحبيب اذكرنا في صلواتك أمام عرش الرب العظيم

مسيحيو لبنان والعالم العربي بحاجة للسلام، فيا أيها الحبيب شربل قديسنا المحبوب لا تبخل علينا بالطلب من الرب يسوع بأن يهبنا السلام والحماية، فنحن في أمسِ الحاجة لهذا السلام، فقد أحاطت بنا وحوش كثيرة تريد افتراسنا.

فيا قديسنا الحبيب شربل أنقل صراخنا ومعاناتنا ويأسنا إلى الرب يسوع، فإن وطننا لبنان أضحى ساحة يسكنها الدمار والخراب وتجول بها الوحوش البشرية المفترسة، التي سادت في الأرض فسادا قتلا وإجراما. نصلي ونطلب بشفاعتك من الرب يسوع أن يحل خيره وسلامه على بلادنا وكل الأوطان وبالأخص على كل من يتلو هذه الصلاة.

صلاة إلى مار شربل قديس لبنان

يا مار شربل، كما كنت في حياتك على الأرض تحمل هموم الناس وتصلّي من أجلهم، تابعت في السماء، استمطار الخير على الأرض، فحدثت العجائب الكبيرة على يدك، ونال الكثيرون نعما عظيمة، وأنا منهم. إنني أثق بك كثيرا وأطلب منك أن تظلّ معي، في حياتي اليوميّة،

فتكون الشفيع، والمثال، والصديق الأقرب الذي أحمّله همومي الذي يساعدني على العيش دائما بقرب الربّ ومعه، الذي يهبني الراحة الآتية من عند الربّ. بارك يا رب بشفاعة قديسنا المحبوب شربل عائلتي وأصدقائي ومعارفي ولا سيما أولادي وكن معهم وساعدهم. كن مع كلّ ضعيف ومحتاج، أحلّ الخير والسلام والمحبّة في كلّ مكان. آمين

شربل الحبيب إنني أرجوك الآن خاصة أن تشفع لي من أجل عائلتي فردا، فردا. أنت الصديق العالم بكل شيء. علّمني أن أستسلم دوما لإرادة الربّ فأقبل بفرح مصاعب الحياة، ولا أحيد عن طريقه، مهما حدث من أمر في هذه الدنيا، لأن معه وفيه فقط المحبة الكاملة والحياة الأبديّة، على هذه الأرض وبعدها. ابق معي، أنت مثالي وشفيعي، يا مار شربل. أبانا والسلام والمجد…

أيها الإله الممجد بقدسية مجدا لا نهاية له، يا من استهويت قلب الأب شربل فاعتنق الحياة النُسكية ومنحته النعمة والقدرة على التجرد عن العالم بالفضائل الرهبانية العفة والطاعة والفقر، نسألك أن تمنحنا نعمة أن نحبك ونخدمك كما أحبك هو وخدمك، أيها الإله القدير يا من أذعت قوة شفاعة القديس شربل بعجائب ونعم شتى وامنحنا بشفاعته النعمة التي نلتمسها فنشكرك ونمجدك إلى الأبد آمين.

تأمل في حياة القديس شربل ومعجزاته

تقديم

القديس شربل، أحد أبرز رموز القداسة في لبنان والعالم، يُعتبر مثالًا حيًا على الإيمان العميق والتفاني في خدمة الله. وُلد في 8 مايو 1828 في بلدة بقرحيا، وعاش حياة مليئة بالتحديات والنجاحات الروحية. إن سيرة حياته تلهم الكثيرين، وتُظهر كيف يمكن للإيمان أن يغير الحياة ويعطي الأمل في الأوقات الصعبة، خاصة في زمن يُعاني فيه الكثير من الأزمات الروحية والمادية.

سيرته

البدايات

وُلد شربل إلى عائلة فقيرة، وكان لديه شغف مبكر للدين. منذ صغره، كان يميل إلى حياة النسك، حيث كان يقضي أوقاتًا طويلة في الصلاة والتأمل. كان يُعرف بتواضعه وحسن معاملته للآخرين، وكان يُظهر تعاطفًا كبيرًا مع المحتاجين. في عام 1851، انضم إلى رهبانية القديس مارون في عنايا، حيث بدأ رحلته نحو القداسة. خلال هذه الفترة، عُرف بشغفه للكتاب المقدس وحرصه على فهم تعاليم المسيح، مما ساهم في تشكيل شخصيته الروحية.

الحياة الرهبانية

خلال سنوات رهبنته، عاش شربل حياة قاسية تتسم بالصلاة والصوم. كان يقضي لياليه في العبادة، ويعمل نهاره في الخدمة. كان يسعى إلى العزلة والصمت، حيث كانت صلواته تمتلئ بمحبة الله. عُرف بشغفه في مساعدة الآخرين، وكان يُقدم الدعم للمحتاجين والفقراء في قريته. لقد أثرت هذه الأفعال في حياة الكثيرين، حيث شهدوا تغيرًا إيجابيًا بفضل التوجيه الروحي الذي قدمه لهم. كانت حياته نموذجًا للتضحية والفداء، مما جعل اسمه يُخلد في ذاكرة الأجيال.

طريقه للقداسة

الفضائل النادرة

تجلت فضائل شربل في كل جانب من جوانب حياته. كان يحمل هموم الآخرين ويُصلي من أجلهم، ويُعتبر مثالاً للتواضع والعطاء. عُرف بخدمته للمرضى والمحتاجين، حيث كان يسعى دائمًا لتقديم العون والمساعدة. هذا التفاني في خدمة الآخرين جعل منه قدوة يُحتذى بها، وألهم العديد من الأشخاص للسير على خطاه. كان يُظهر دائمًا محبة غير مشروطة للآخرين، مما جعل الناس يتوجهون إليه طلبًا للنصائح والدعم الروحي.

اختبارات روحية

تجارب شربل الروحية كانت كثيرة. واجه تحديات عدة، منها الشكوك والمحن، ولكنه استمر في الإيمان، مُستمدًا القوة من محبته لله. كانت هذه التحديات تُعزز إيمانه وتجعل منه شابًا راسخًا في الإيمان. من خلال هذه التجارب، اكتسب شربل حكمة عميقة، وأصبح قادرًا على توجيه الآخرين في رحلتهم الروحية. كانت اختباراته تعكس مدى قوة إيمانه، مما ألهم الكثيرين للسير على درب القداسة.

المعجزات

شفاء المرضى

تتحدث الكثير من الروايات عن معجزاته، التي تشمل شفاء الأمراض المستعصية. كان يُعتبر شفيعًا للعديد من الحالات الصعبة، حيث يُنسب إليه شفاء الكثير من المرضى الذين فقدوا الأمل. العديد من الأشخاص الذين عانوا من أمراض خطيرة شهدوا تحولات مذهلة في صحتهم بعد صلواتهم إليه، مما زاد من شعبيته كقديس شفيع. تُظهر هذه المعجزات قوة الإيمان وشفاعته، وتجعل الناس يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم.

ظهورات ملهمة

كان هناك عدد من الأشخاص الذين شهدوا ظهورات القديس شربل في أوقات الشدة. يُقال إنه كان يُظهر نفسه للناس ليشجعهم على الإيمان ويُعينهم في مصاعبهم، مما أضفى على حياته طابعًا سحريًا وإلهيًا. هذه الظهورات كانت تُعزز الإيمان بين الناس، وتجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم. إن تجارب هؤلاء الأشخاص تعكس مدى عمق الروحانية التي يتمتع بها القديس، مما يجعله مصدر إلهام مستمر.

توصيات

التمسك بالصلاة: يجب علينا الالتزام بالصلاة اليومية، مسترشدين بتجربة شربل، حتى نتمكن من تعزيز علاقتنا مع الله. الصلاة هي الوسيلة التي تربطنا بالخالق وتمنحنا السلام الداخلي. من خلال الصلاة، يمكننا أن نفتح قلوبنا لتلقي النعم والبركات.
عيش الفضائل: علينا أن نتبنى الفضائل التي عاشها القديس، مثل التواضع، العفة، والمحبة. هذه الفضائل ليست مجرد كلمات، بل هي أسلوب حياة يجب علينا تطبيقه في تعاملاتنا اليومية. إن عيش هذه الفضائل يُقربنا من الله ويجعلنا أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة.
مساعدة الآخرين: ينبغي أن نكون عونًا للمحتاجين في مجتمعنا، مُظهرين روح المحبة والعطاء التي جسدها شربل. يمكن أن تكون هذه المساعدة بسيطة، مثل تقديم الدعم المعنوي أو المادي، ولكن لها تأثير عميق على حياة الآخرين. إن العمل من أجل الآخرين يُعتبر تعبيرًا عن محبتنا لله ورغبتنا في نشر السلام.

الخاتمة

في ختام تأملنا، نسأل القديس شربل أن يشفع لنا أمام الله. لنُجعل من حياته نموذجًا يُلهمنا في سلوكنا اليومي. نحن نؤمن أن شفاعته ستُجلب السلام والحب إلى عائلاتنا وبلادنا، خاصة في أوقات الشدائد. دعونا نفتح قلوبنا لعمل الله في حياتنا، ونُظهر للعالم أن الإيمان يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا.

صلاة

“يا مار شربل، شفيعنا ومثالنا، نسألك أن تدعونا دوماً إلى الإيمان، وأن تُجلب لنا السلام والحماية. كن معنا في كل خطواتنا، وامنحنا القوة لمواجهة تحديات الحياة. نطلب منك أن تُبارك عائلاتنا وأحباءنا، وتجعلنا أدوات لمحبتك في هذا العالم. آمين.”

مرجع الصلاة: موقع القديس شربل