لن أندم عن كل محبة كانت بقلبي قوبلت بالكراهية

2 دقائق

في الكثير من الأحيان يأخذنا ضميرنا إلى الندم عن أشياء خاطئة قمنا بفعلها، وكان لها الأثر السيئ على ذواتنا أو الآخرين، لكن في أوقات أخرى نرى أننا أعدنا الكّرة بعد الكّرة بفعل نفس الأخطاء والوقوع بها. لنعود مجدداً ونندم عليها، وهكذا نعيش الصراع المستمر بين روحنا التي تريد الارتقاء إلى العلو وذاتنا التي تريد أن تهوي بنا إلى مستنقعات الجسد والشهوات.

نعيش حياتنا في حرب مشتعلة بين ما هو روحي وما هو مادي. لكن السرّ الكبير والكنز العظيم الذي نحصل عليه مع يسوع هو المحبة الحقيقية، بهذه المحبة التي تشعل قلوبنا ننتصر على كل محاربات إبليس ونغلب شهواتنا..

الســــؤال: هل تندم عن المحبة التي تسكن في قلبك؟! أم تفرح بهذه العطية وتمتلئ بالخير والنعم والبركات الكثيرة التي تحل في حياتك من خلال هذا الكنز العظيم التي وهبك إياه الروح القدس الحال بك؟

لـن أندم

لن أندم عن كل محبة كانت بقلبي قوبلت بالكراهية.
لـن أندم عن كل تضحية قوبلت بالجحود.
لن أندم عن كل ابتسامة كانت ملؤها الحب لطاعنيني.

لـن أندم عن كل ركعة صلاة كانت من أجل خير ظالميني.
لن أندم عن كل مغفرة وتسامح لكل إساءة.
لن أندم.
تعلمت منك أنك مع كل لطمة وشتيمة أن أبارك وأن أرحم.
تعـلمت منك أن مع كل طعنة خيانة أن أفتح قلبي مسامحاً.
تعلمت منك أن مع كل نكران وجحود أن أفتح باباً للرجاء.
فمن هو أعظم منك في محبته؟؟؟
ومع كل هذه العظمة وأنت ملك الملوك…

قبلت الخيانة والغدر… قبلت الجميع
فمن أنا حتى أبكي متذمراً! لماذا جرحتني؟
سأقبل من يديك كل الآلام يا ربي.
وأثق أنك قادر أن تعينني وتعين جميع المجربين.
“لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ”
سأتعلم كل يوم أن أعيش كإنسان ميت.
سـأتعلم كل يوم أن أرفع عيني إليك كلما تألمت.
سأتعلم كل يوم معنى النسيان والغفران
سـأتعلم أن أميت نفسي…!
سأتعلم أعيش لك وبك وفيك وتكون أنت هدف حياتي
لن أندم عن كل كلمة قلتها من أجل إعلان اسمك القدوس
سأتعلم أن أحيا بروحك القدوس لكي أكون معك وأعيش بقربك إلى الأبد آمين.

تأملات مسيحية