إرجعوا إلي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح (يو 2: 12)
ارجعوا إلي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح (يو 2: 12)
سلام المسيح مع جميعكم! الوصية الأولى في الكتاب المقدس هي وصية صوم وردت في سفر التكوين. ويقول الله لآدم: “لا تأكل”. (تك 17: 2) تقول الآية: أما من شجرة معرفة الخير والشرّ لا تأكل فإنك يوم تأكل منها موتاً تموت. وفي (تك 3: 4-5) قالت الحية لحواء: لن تموتا، لكن الله عالم أنكما في يوم تأكلان منها تنفتح أعينكما وتصيران كآلهة عارفي الخير والشر.
لقد طرد الرب آدم وحواء من الفردوس لأنهما أكلا من الشجرة فسقطا وصارا مريضين جسدياً ونفسياً بسبب الخطيئة التي فصلتهم عن نعمة وبركة الرب (وأعني بالمرض أي الوقوع في الخطيئة، لأن المرض كان بسبب الأكل. (أي الوقوع بشهوة العين والمعدة) ندانا الرب في إنجيل يوحنا بقوله: “ارجعوا إلي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح (يو 2: 12)”.

“لا تأكل”. (تك 17: 2)
لهذا يجب علينا أن نصوم كي نشفى من أمراضنا وهفواتنا فننتصر على ضعفاتنا… فالصيام هو إذلال النفس والجسد يؤدي إلى التواضع وهو شرط لدخول الملكوت. من فوائد الصوم الانضباط فيه الإصرار لكي يكون هذا الصوم سبب بركة وشفاء وقوة لحياتنا مع المسيح يسوع الذي تألم وصلب ومات من أجلنا.
إن هذا الصوم الذي يمارسه الإنسان المؤمن يؤدي ليس فقط إلى تطهير أو تنقية للجسد والروح بل يؤدي إلى أكثر من ذلك. إلى الصحو واليقظة بأن يصبح الإنسان في حالة يقظة وحالة انتباه. “الصوم هو إخصاء لرغبات الجسد. ابتعاد عن الأفكار الشريرة. تحرر من التخيلات المذنبة، طهارة الصلاة. نور للنفس، يقظة العقل”. الصوم يعطي يقظة للعقل والقلب معا.

القلب هو مركز الإنسان. لهذا فمن المهم أن نصوم عن الطعام والأشياء الأخرى لكي ننتصر على طبيعتنا الجسدية الضعيفة والميالة إلى السقوط دائماً، بفترة الصوم المباركة إذا مارسناها بانتظام لهدف التطهير وتنقية الذات عندها يكون الصوم الدواء الشافي للنفس والجسد من كل أمراضه وضعفاته. ليعود ويتماسك من جديد ويسير بدرب الرب بخطوات واثقة وثابتة بمعونة وحلول الروح القدس الذي يساعد المؤمن للانتصار على الجسد.
إخوتي في نهاية كلامي أتمنى لكم أوقات سعيدة ومباركة مع الرب. ليكن الصوم في حياتكم ليس بالامتناع عن الأكل والشراب وقهر الجسد فقط. إنما أيضاً بالصوم ‘عن الكلام السيئ والبذيء وعن الأفعال الغير لائقة وكل ما هو غير طاهر وصالح في حياتكم.
المزيد من التأملات الروحية
- رسالة خاصة من يسوع لكل قلب وكل روح
- طريق العودة إلى الله والرجوع عن الخطيئة والتوبة إليه
- رسالة ميلادية من مسيحيي سوريا إلى طفل المغارة
- هلم إلى الطفل يسوع في المغارة – تأملات ميلادية
- السنة الإيمانية للعودة إلى الجذور والتجدد
- علمني يا رب أن أصلي فأنا بحاجة إليك
- الصلاة قلب يتحد بقلب الله
- الشيطان يزرع الحرب أما الله يخلق الفرح والسلام
رسالة يسوع – من كان له أذنان سامعتان فليسمع