ما هو الصليب وكيف تدرك سره وتؤمن بحقيقته؟
ما هو الصليب وكيف تدرك سره وتؤمن بحقيقته؟
بعلامة الصليب ننتصر على ذواتنا ونتحد بالذات الإلهية! فما دور الصليب بحياتك؟! هل تعرف معنى الصليب؟! ما هو الصليب؟! وأين تجد السبيل المؤدي إليه؟!
مقدمة
انتقلت حديثا للسكن في مدينة، ما لفت نظري، كثرة الصلبان المعلقة على الصدور وفي البيوت والمحلات والكثير منها معلق في السيارات! لكن ليس هذا بعجيب! العجب أن هذه المدينة يكثر فيها صليب الرب بالظاهر! لكنه بالأفعال والسلوكيات غير موجود! لهذا يكثر العنف، المشاكل، السرقات، الفوضى، وقلة الالتزام بالنظام، وكذلك كثيرا ما تجد حالات الطلاق والأعمال المشينة والمسيئة.
هل هكذا يعرفون الصليب! هل الصليب عند هؤلاء لكي يوضع فقط على الصدور ويعلق في السيارات! هـل معنى الصليب عندهم بأن يدّعوا فقط أنهم مسيحييّن من خلال الصور والصلبان التي يضعونها في سياراتهم وبيوتهم! هل هكذا يفهمون الصليب؟!
لكل باحث عن حقيقة الصليب سيجد
“فـي الصليب الخلاص، في الصليب الحياة، في الصليب الحماية من الأعداء، فـي الصليب فيضان العذوبة العلويّة، في الصليب قوة النفس، فـي الصليب فرح الروح، في الصليب تمام الفضيلة، في الصليب كمال القداسة”. (2 اقتداء 12: 2).
في الصـليب الفداء، في الصليب التضحية، في الصليب الموت عن الذات، في الصليب الانتصار على كل شهوات العالم، في الصليب نغلب الكبرياء، فـي الصليب نتحرر من عبودية المال والجسد، في الصليب نصلب كل ميولاتنا الغرائزية، في الصليب نتعلم معنى المحبة والتسامح والغفران، فـي الصليب ننتصر على ذواتنا ونتحد بالذات الإلهية. في الصليب نرث الملكوت والمجد الذي وعد به الرب للذين يحبونه.
الصليب هو علامة الانتصار على العالم، به ندحض مملكة إبليس، في الصليب وحده ننال الخلاص وليس بطريق آخر لنيل الحياة الأبدية ودخول ملكوت السموات إلا بصليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
حقيقة الصليب المقدس
هكذا يجب أن يفهمه ويعيشه كل إنسان يفتش عن حقيقة الصليب وجوهر الصليب المقدس. الصليب لا يوضع فقط لمجرد التظاهر به والتفاخر بشكله! لكي نكون مسيحيين حقيقيين يجب أن نتمثل بحياة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، هو سبقنا وحمل الصليب عنا ومات من أجلنا على خشبة الصليب… يجب أن نتعلم سرّ الصليب المقدس وأن نحمله بقلوبنا. أي سرّ عظيم هذا الذي صنعه الرب بموته على الصليب لكي يحررنا من قيود الخطيئة والهلاك الأبدي!
صلاة
يـا رب ساعدنا لنفهم حقيقة سرّ صليبك المقدس ونعيشه كل يوم في حياتنا ونسكنه بالحقيقة في نفوسنا ونرسمه في أفكارنا ونحفره في قلوبنا. يا رب قوينا لكي بصليبك المقدس ننتصر على قوى الشرّ المحيطة بنا من كل جانب، وعلمنا أن نحمل الصليب بفرح وقبول، ليس برفض وتذمر!
يا رب اخترق بنور صليبك المقدس الظلامات في عقولنا وقلوبنا لنفهم حقيقة سرّه المقدس! يـا صليب الرب ساعدنا لكي نحملك بأعمالنا وأقوالنا وأفعالنا ونسير بك في دروب حياتنا، لكي تكون لنا فعل خلاص وطريق جلجلة تؤدي بنا إلى الموت عن الجسد وشهواته، والعالم ومغرياته.
والانتصار بالقيامة المجيدة مع الرب يسوع الذي مات وقام، وبالصليب انتصر على مملكة الجحيم وداس رأس الحية إبليس، وأعطانا هذا السرّ المقدس، سرّ الصليب لكي به ننتصر على كل قوى وسلاطين الشرّ ولمغفرة الخطايا ونيل الحياة الأبدية باسمه المبارك له كل المجد والإكرام الآن وكل آن وإلى الأبد آمين…
المزيد من التأملات الروحية
- الحب الإلهي في سفر نشيد الأناشيد بقراءة روحية
- كيف نصلي ونشعر بقوة ولمسة الله في حياتنا؟
- ما هو وضع المسيحيين في الشرق الأوسط فهل من منقذ؟
- السلام والمحبة، الحياة والعطاء، هو شعارنا وما نؤمن به
- ما يقاوم الإيمان من تحديات هذا العصر المادي
- من هو المطلوب الأول في حياتنا وكيف نبحث عنه؟
- لن أندم عن كل محبة كانت بقلبي قوبلت بالكراهية
