المعلم العظيم والجزار
المعلم العظيم والجزار
قصة وعبرة
قيل إن معلماً عظيماً نشأ منذ طفولته في حياة التقوى، كرس كل مواهبه وطاقاته ووقته للعبادة ودراسة الكتاب المقدس والتعليم، وقد تتلمذ على يديه ثمانون قائداً استناروا بتعليمه. رفع هذا المعلم عينيه نحو السماء مشتهياً أن يرى ما أعده الله له، فسمع في حلم صوت يناديه: “تهلل يا بيترسون، فإنك أنت و (جافير) تجلسان معاً في الفردوس وتنالان مكافأة متساوية”. أستيقظ بيترسون من نومه منزعجاً، وكان يصرخ في داخله قائلاً:
“ويحي! لقد كرست حياتي للرب منذ طفولتي، وقدمت كل إمكانيتي لخدمته، فاستنار بي ثمانون قائداً روحياً، وأخيراً صار لي ذات المكافأة التي لهذا الجزار الذي كرس طاقاته لعمل زمني ولخدمة أسرته! العلي لم أبلغ وسط كل هذا الجهاد الشاق إلا ما بلغه هذا “العلماني”؟! جمع بيترسون تلاميذه الثمانين، وقال لهم:” حي هو اسم الرب، أنني لن أدخل بعد بيت الدراسة معكم، ولا أناقش معكم أو مع غيركم أمرا في الدين حتى التقي الجزار جافير!
جال بيترسون مع تلاميذه في كل البلاد يسألون عن هذا الجزار، وبعد مشقة عرفوا أنه يوجد جزار فقير جداً بهذا الاسم في قرية بعيدة. أسرع بيترسون إلى أقرب مدينة لها، حيث خرج الكثيرون يحيونه، منتظرين أن يسمعوا منه كلمة منفعة… أما هو فطلب أن تقوم إرسالية تستدعي الجزار. قال له الشعب الملتف حوله: “لماذا تطلب هذا الرجل، وهو إنسان جاهل ونكرة؟!”
ذهبت الإرسالية إلى الجزار تخبره: “بيترسون أعظم خدام مدينتنا الذي أضاء عقولنا بتعاليمه يطلب أن تلتقي به “. في دهشة مع نوع من السخرية قال لهم: ” لقد أخطأتم الشخص. من أنا حتى يطلب هذا المعلم العظيم اللقاء بي؟!” ورفض الرجل أن يذهب معهم.
المعلم العظيم والجزار
عاد الرسل إلى بيترسون يقولون له: أيها المعلم العظيم أنت هو النور الذي يضيء عقولنا، والتاج الذي يكلل رؤوسنا… ألم نقل لك إنه رجل ساذج؟! لقد رفض أن يأتي معنا “. فقال بيترسون:”حي هو اسم الرب لن أفارق هذه المنطقة حتى ألتقي به، سأذهب بنفسي إليه”، ثم قام بسرعة يتحرك نحو القرية الفقيرة. وإذ أقترب من بيت الجزار رآه الرجل فخاف جداً، وأسرع إليه يقول: “لماذا تريد أن تراني يا أكليل مدينتنا؟!”.
أخذه بيترسون إلى جواره وقال له: “جئت أسألك أمراً واحداً أخبرني أي صلاح فعلته في حياتك؟ ” أجابه الرجل: ” أنا إنسان فقير لا أفعل شيئاً غير عادي”. وإذ أصر بيترسون أن يعرف بعض التفاصيل عن حياته، قال له: إني أمارس حياتي اليومية ككل البشر، والدي ووالدتي عجوزان ومريضان، أقوم بغسل أرجلهما وأيديهما، وألبسهما ثيابهما، وأجد لذتي في خدمتهما وتقديم كل ما يحتاجان إليه”.
إذ سمع بيترسون ذلك انحنى أمامه وقبّل جبهته، وهو يقول له: “مبارك أنت يا ابني، ومباركة هي أعمالك وحياتك. كم أنا سعيد أن أكون في رفقتك في الفردوس! “.
خلاصة
قصة المعلم العظيم والجزار بسيطة تصور لنا موازين السماء التي تختلف تماماً عن الحسابات البشرية … فالله يريد فينا الحب العملي الذي نقتنيه باتحادنا معه. حب حقيقي كالذي قدمه الكلمة المتجسد للبشرية. ليس رتبة الإنسان أو مركزه الديني وراء إكليله الأبدي وإنما أمانته وحبه! رصيدنا في السماء هو حبنا العملي وطاعتنا خاصة للوالدين والمرشدين الروحيين، واتساع قلبنا لكل إنسان بروح التمييز!
المصدر: قصص مسيحية قصيرة
المعنى العميق للكلمات السبع الأخيرة ليسوع المسيح على الصليب
تقنيات إدارة الاكتئاب للوقاية من الانتحار: أفضل الممارسات
أقوال القديس أنطونيوس الكبير عن الحياة والإيمان
صلاة طلب معونة الله عند التجارب والمحن
شكرا يا رب على نعمك التي لا تعد ولا تحصى
لقـــــــاح ضـــــــد كــــــورونا فيــــــروس