كيف يؤمنون بالمسيح وما سمعوا به؟
كيف يؤمنون بالمسيح وما سمعوا به؟
يتزامن الاحتفال بيوم الرسالة العالميّ هذا العام مع ختام سنة الإيمان. هذه السنة كانت مناسبة كبيرة لتوطيد العلاقة بالمسيح الرب، “لأن فيه وحده نجد الثقة للنظر نحو المستقبل وضمانة حب حقيقي وثابت” (باب الإيمان، عدد 15). هذا التزامن ليس صدفةٌ، فالإيمان مرتبط ارتباطًا عميقًا بالرسالة. كيف؟ السؤال كيف يؤمنون بالمسيح وما سمعوا به؟ سوف نسمع الجواب في هذه السطور من سيادة المطران إبراهيم إسحاق.
ما هي الرسالة؟
الرسالة، التي هي إعلان كلمة الله، كلمة الخلاص وملكوته، هي طريق الرب كي يمنح نعمة الإيمان. هكذا يؤكد القديس بولس في قوله: “كيف يؤمنون بالمسيح وما سمعوا به؟ بل كيف يسمعون به وما بشرهم أحد؟” (رو 10: 14). فالإيمان يأتي من السماع والسماع من التبشير بيسوع المسيح الرب، تبشير المرسلين (راجع رو. (10: 17
الرسالة هي أيضًا وسيلة الرب، مع الأسرار المقدسة، لتقوية الإيمان. نعم تقوية الإيمان ليس فقط فيمن يسمع، لكن فيمن يُعلن البشارة أيضًا. فإعلانه للبشارة، يُحي في ذاته من جديد شعلة الحب الأول كي يتبع الرب فيردد مع إرميا النبيّ من جديد وكل يوم “استغويتني يا رب فتركت نفسي استغوى” (آر 20: 7).
وهنا من قلبي أود أن أذكر بل وأشكر وأبارك كل المرسلين والمرسلات، الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين الذين يقبلون دعوة الرب لهم ويتركون أرضهم لخدمة الإنجيل في أراضٍ وثقافاتٍ مختلفة. وأيضًا المرسلين في أراضيهم وبلادهم، كل مَنْ يحمل رسالة خلاص لشخص، وكل الذين يعملون في حقل الرب.
رسل المسيح
أحبائي أن نكون رسلاً ليست صفة إضافية، ولا هي ميزة للبعض، إنما هي نعمةٌ وطبيعةٌ نحصل عليها بسر المعمودية نفسه. نحيا هذا العماد كلٌ منّا حسب دعوته المختلفة وحالته: علمانيٌ، مكرسٌ، كاهنٌ، ولكن في العمق نحيا هذا الكيان، وهو أن نكون رسلاً. في حياتنا اليومية، في عملنا، في مجتمعنا. وهنا نفهم
كلمات المسيح:” يروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السنوات”. فالرسالة ليست فقط بالكلمات بل أساسًا من خلال الأعمال وشهادة الحياة.
في ذات الوقت أود أن أؤكد وبنفس كلمات قداسة البابا في رسالته بمناسبة يوم الرسالة: “كما وأحث المرسلين والمرسلات، لاسيما الكهنة والمؤمنين العلمانيين ليعيشوا بفرح خدمتهم الثمينة هذه في الكنائس التي يُرسلون إليها ويحملوا فرحهم وخبرتهم إلى الكنائس التي ينتمون إليها”. بالرغم من الصعوبات والتحديات التي قد تقابلكم في كثير من الأوقات، لكن المسيح القائم يؤكد لكم: “تشجعوا، أنا غلبت العالم” (يو 16: 33).
إنني أدعوكم جميعا إلى أن نشارك بالصلاة من أجل نشر رحمة الله ومحبته في كل العالم، مكرسين ذواتنا من أجل خدمة الآخرين، ولا سيما المتألمين والمحتاجين. كما أدعوكم إلى العطاء السخي الذي يساعد الرسالة والكنائس المحتاجة. ولترافقنا أمنا العذراء مريم، أم الفادي ونجمة الكرازة والرجاء، وليبارك الرب كل مبادرة وكل عطاء لخدمة الرسالة والبشارة. مع صلواتي وبركتي الرسولية.
رسالة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق ليوم الرسالة العالمي
المزيد من التأملات الروحية
- ارجعوا للرب بالتوبة والندامة لأن الآتي سيكون فظيع
- بآلام المسيح وموته على الصليب جرى دم الغفران على البشرية جمعاء
- صليب المسيح هو الكلمة التي بها رد الله على شر العالم
- ارجعوا إلي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح
- رسالة خاصة من يسوع لكل قلب وكل روح
- طريق العودة إلى الله والرجوع عن الخطيئة والتوبة إليه
المعنى العميق للكلمات السبع الأخيرة ليسوع المسيح على الصليب
تقنيات إدارة الاكتئاب للوقاية من الانتحار: أفضل الممارسات
صلاة طلب معونة الله عند التجارب والمحن
شكرا يا رب على نعمك التي لا تعد ولا تحصى
أقوال القديس أنطونيوس الكبير عن الحياة والإيمان
توبي يا مدينة نيويورك ويا كل الأرض لأن نهاية كل شيء قريبة!